Qosidah Burdah

(قصيدة البردة)
Halaman ٢٣٤ (234)

.................
اَلْحَمدُ لِلّٰهِ مُنْشِى الْخَلْقَ مِنْ عَدَمِ، ثُمَّ الصَّلٰوةُ عَلَى الْمُخْتَارِ فِى الْقِدَمِ
اَمِنْ تَذَكُّرِجِيْرَانٍ بِذِى سَلَمٍ، مَزَجْتَ دَمْعًا جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ
اَمْ هَبَّتِ الرِّيْحُ مِنْ تِلْقَاءِ كَاظِمَةٍ، وَاَوْمَضَ الْبَرْقُ فِى الظَّلْمَاءِ مِنْ اِضَمِ
فَمَا لِعَيْنَيْكَ اِنْ قُلْتَ كْفُفَاهَمَتَا، وَمَا لِقَلْبِكَ اِنْ قُلْتَ سْتَفِقْ يَهِمِ
Halaman ٢٣٥ (235)
اَيَحْسَبُ الصَّبُّ اَنَّ الْحُبَّ مُنْكَتِمٌ، مَابَيْنَ مُنْسَجِمٍ مِنْهُ وَمُضْطَرِمِ
لَوْلَا الْهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعًا عَلَى طَلَلٍ، وَلَا اَرِقْتَ لِذِكْرِ الْبَانِ وَالْعَلَمِ
فَكَيْفَ تُنْكِرُ حُبًّا بَعْدَ مَا شَهِدَتْ، بِهِ عَلَيْكَ عُدُوْلُ الدَّمْعِ وَالسَّقَمِ
وَاَثْبَتَ الْوَجْدُ خَطَّىعَبْرَةٍ وَضَنًى، مِثْلَ الْبَهَارِ عَلَى خَدَّيْكَ وَالْعَنَمِ
نَعَمْ سَرَى طَيْفُ مَنْ اَهْوَى فَاَرَّقَنِى، وَالْحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذَّاتِ بِالْاَلَمِ
يَالَائِمِى فِى الْهَوَى الْعُذْرِيِّ مَعْذِرَةً
Halaman ٢٣٦ (236)
مِنِّى اِلَيْكَ وَلَوْ اَنْصَفْتَ لَمْ تَلُمِ
عَدَتْكَ حَالِيَ لَا سِرِّى بِمُسْتَتِرٍ، عَنِ الْوُشَاةِ وَلَادَائِ بِمُنْحَسِمِ
مَحَضْتَنِى النُّصْحُ لٰكِنْ لَسْتُ اَسْمَعَهُ، اِنَّ الْمُحِبَّ عَنِ الْعُذَّالِ فِى صَمَمِ
اِنِّى اتَّهَمْتُ نَصِيْحَ الشَّيْبِ فِى عَذَلِى، وَالشَّيْبُ ابْعَدُ فِى نُصْحٍ عَنِ التُّهَمِ
-
فَاِنَّ اَمَّارَتِى بِالسُّوْءِ مَا اتَّعَظَتْ، مِنْ جَهْلِهَا بِنَذِيْرِ الشَيْبِ وَالْهُرَمِ
وَلَا اَعَدَّتْ مِنَ الْفِعْلِ الْجَمِيْلِ قِرَى، ضَيْفٍ الَمَّ بِرَأْسِى غَيْرَ مُحْتَشَمِ
Halaman ٢٣٧ (237)
َلَوْ كُنْتُ اَعْلَمُ اَنِّى مَا اُوَقِّرُهُ، كَتَمْتُ سِرًّا بَدَالِى مِنْهُ بِالْكَتَمِ
مَنْلِى بَرَدِّ جِمَاحٍ مِنْ غَوَايَتِهَا، كَمَا يُرَدُّ جِمَاحُ الْخَيْلِ بِاللُّجُمِ
فَلَا تَرُمْ بِالْمَعَاصِ كَسْرَشَهْوَتِهَا، اِنَّ الطَّعَامَ يُقَوِّى شَهْوَةَ النَّهِمِ
وَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ اِنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلَى، حُبِّ الرَّضَاعِ وَاِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ
فَاصْرِفْ هَوَاهَا وَحَاذِرْ اَنْ تُوَلِّيَهُ، اِنَّالْهَوَى مَاتَوَلَّى يُصْمِ اَوْيَصِمِ
وَرَاعِهَا وَهِيَ فِى الْاَعْمَالِ سَائِمَةٌ
Halaman ٢٣٨ (238)
وَاِنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ الْمَرْعَى فَلَاتُسِمِ
كَمْحَسَّنَتْ لَذَةً لِلْمَرْءِ قَاتِلَةً، مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ اَنَّ السُّمَّ فِى الدَّسَمِ
وَاكْشَ الدَّسَائِسَ مِنْ جُوْعٍ وَمِنْ شَبَعٍ، فَرُبَّ مَخْمَصَةٍ شَرٌّ مِنَ التُّخَمِ
وَاسْتَفْرِغْ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قَدِامْتَلَاَتْ، مِنَ الْمَحَارِمِ وَالْزَمْحِمْيَةَ النَّدَمِ
وَخَالِفِ النَّفْسَ وَالْشَيْطَانَ وَاعْصِهِمَا، وَاِنْهُمَا مَحَضَاكَ النُّصْحَ فَاتَّهِمِ
وَلَا تُطِعْ مِنْهُمَا خَصْمًا وَلَا حَكَمًا، فَاَنْتَ تَعْرِفُ كَيْدَ الْخَصْمِ وَالْحَكَمِ
Halaman ٢٣٩ (239)
اَسْتَغْفِرُ اللّٰهَ مِنْ قَوْلٍ بِلَا عَمَلٍ، لَقَدْ نَسَبْتُ بِهِ نَسْلًا لِذِى عُقُمِ
اَمَرْتُكَ الخَيْرَ لٰكِنْ مَااتَمَرْتُ بِهِ، وَمَا اسْتَقَمْتُ فَمَا قَوْلِى لَكَ اسْتَقِمِ
وَلا تَزَوَّدْتُ قَبْلَ الْمَوْتِ نَا فِلَتً، وَلَمْ اُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ وَلَمْ اَصُمِ
-
ظَلَمْتُ سُنَّتَ مَنْ اَحْيَ الظَّلَامَ اِلَى، اَنِ اشْتَكَتْ قَدَمَاهُ الضُّرَّ مِنْ وَرَمِ
وَشَدَّ مِنْ سَغَبٍ اَحْشَاءَهُ وَطَوَى، تَحْتَ الْحَجَارَةِ كَشْحًا مُتْرَفَ الْاَدَمِ
وَرَاوَدَتْهُ الْجِبَالُ الشُّمُّ مِنْ ذَهَبٍ
Halaman ٢٤٠ (240)
عَنْ نَفْسِهِ فَاَرَاهَا اَيَّمَا شَمَمِ
وَاَكَّدَةْ ثُهْدَهُ فِيْهَا ضَرُورَتُهُ، اِنَّ الضَّرُورَةَ لَا تَعْدُوْ عَلَى الْعِصَمِ
وَكَيْفَ تَدْعُوْ اِلَى الدُّنْيَا ضَرُورَةُ مَنْ، لَوْلَا هُ لَمْ تَخْرُجِ الدُّنْيَا مِنَ الْعَدَمِ
مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الْكَوْنَيْنِ وَالثَقَلَيْنِ، وَالْفَرِيْقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمٍ
نَبِيُّنَا الْاٰمِرُ النَّاهِى فَلَا اَحَدٌ، اَبَرَّ فِى قَوْلِ لَا مِنْهُ وَلَا نَعَمِ
هُوَالْحَبِيْبُ الَّذِى تُرْجَى شَفَاعَتُهُ، لِكُلِّ هَوْلٍ مِنَ الْاَهْوَالِ مُقْتَحِمِ
Halaman ٢٤١ (241)
دَعَا اِلَى اللّٰهِ فَالْمُسْتَمْسِكُوْنَ بِهِ، مُسْتَمْسِكُوْنَ بِحَبْلٍ غَيْرِ مُنْفَصِمِ
فَاقَ النَّبِيِّنَ فِى خَلْقٍ وَفِى خُلُقٍ، وَلَمْ يُدَانُوْهُ فِى عِلْمٍ وَلَا كَرَمِ
وَكُلُّهُمْ مِنْ رَسُوْلِ اللّٰهِ مُلْتَمِسٌ، غَرْفًا مِنَ الْبَحْرِ اَوْرَشْفًا مِنَ الدِّيَمِ
وَوَاقِفُوْنَ لَدَيْهِ عِنْدَ حَدِّهِمُ، مِنْ نُقْطَةِ الْعِلْمِ اَوْ مِنْ شَكْلَةِ الْحِكَمِ
فَهْوَ الَّذِى تَمَّ مَعْنَاهُ وَصُوْرَتُهُ، ثُمَّ اصْطَفَاهُ حَبِيْبًا بَارِئُ النَّسَمِ
مُنَزَّهٌ عَنْ شَرِيْكٍ فِى مَحَاسِنِهِ
Halaman ٢٤٢ (242)
فَجَوْهَرُ الْحُسْنِ فِيْهِ غَيْرُ مُنْقَسِمِ
دَعْ مَا اَدَعَتْهُ النَّصَارَى فِى نَبِيِّهِمُ، وَاحْكُمْ بِمَا شِئْتَ مَدْحًا فِيْهِ وَاحْتَكِمِ
فَانْسُبْ اِلَى ذَاتِهِ مَا شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ، وَانْسُبْ اِلَى قَدْرِهِ مَاشِئْتَ مِنْ عَظِمِ
فَاِنَّ فَضْلَ رَسُوْلِ اللّٰهِ لَيْسَ لَهُ، حَدٌّ فَيُعْرِبُ عَنْهُ نَاطِقٌ بِفَمِ
لَوْنَا سَبَتْ قَدْرَهُ اٰيَاتُهُ عِظَمًا، اَحْيَى اسْمُهُ حِيْنَ يُدْعَى دَارِسَ الرِّمَمِ
لَمْيَمْتَحِنَّا بِمَا تَعْيَ الْعُقُوْلُ بِهِ، حِرْصًا عَلَيْنَا فَلَمْ نَرْتَبْ وَلَمْ نَهِمِ
Halaman ٢٤٢ (243)
اَعْيَ الْوَرَى فَهْمُ مَعْنَاهُ فَلَيْسَ يُرَى، لِلْقُرْبِ وَالْبُعْدِ مِنْهُ غَيْرُ مُنفَحِمِ
كَالشَمْسِ تَظْهَرُ الْمِعَيْنَيْنِ مِنْ بُعُدٍ، صَغِيْرَةً وَتُكِلُّ الطَّرْفَ مِنْ اُمَمِ
وَكَيْفَ يُدْرِكُ فِى الدُّنْيَا حَقِيْقَتَهُ، قَوْمٌ نِيَامُ تَسَلَّوْا عَنْهُ بِالْحُلُمِ
فَمَبْلَغُ الْعِلْمِ فِيْهِ اَنَّهُ بَشَرٌ، وَاَنَّهُ خَيْرُ خَلْقِ اللّٰهِ كُلِّهِمِ
وَكُلُّ اٰيٍ اَتَى الرُّسْلُ الْكِرَامُ بِهَا، فَاِنَّمَا اتَّصَلَتْ مِنْ نُوْرِهِ بِهِمِ
فَاِنَّهُ شَمْسُ فَضْلٍ هُمْ كَوَاكِبُهَا
Halaman ٢٤٤ (244)
يُظْهِرْنَ اَنْوَارَهَا لِنَّاسِ فِى الظَّلَمِ
اَكْرِمْ بِخَلْقِ نَبِيٍّ زَانَهُ خُلُقٌ، بِالْحُسْنِ مُشْتَمِلٍ بِالْبِشْرِ مُتَّسِمِ
كَالزَّهْرِ فِى تَرَفٍ وَالْبَدْرِ فِى شَرَفٍ، وَالْبَحْرِ فِى كَرَمٍ وَالدَّهْرِ فِى هِمَمِ
كَاَنَّهُ وَهْوَ فَرْدٌ فِى جَلَالَتِهِ، فِى عَسْكَرٍ حِيْنَ تَلْقَاهُ وَفِى حَشَمِ
كَاَنَّمَا اللُّؤْ لُؤُ الْمَكْنُوْنُ فِى صَدَفٍ، مِنْ مَعْدِ نَى مَنْطِقٍ مِنْهُ وَمُبْتَسَمِ
لَاطِيْبَ يَعْدِلُ تُرْبًاضَمَّ اَعْظُمَهُ، طُوْبَى لِمُنْتَشِقٍ مِنْهُ وَمُلْتَثِمِ
Halaman ٢٤٥ (245)
اَبَانَ مَوْلِدُهُ عَنْ طِيْبِ عُنْصُرِهِ، يَاطِيْبَ مُبْتَدَإٍ مِنْهُ وَمُخْتَتَمِ
يَوْمٌ تَفَرَّسَ فِيْهِ الْفُرْسُ اِنَّهُمُ، قَدْ اُنْذِرُوا بِحُلُوْلِ الْبُؤْسِ وَالنِّقَمِ
وَبَاتَ اِيْوَانُ كِسْرَى وَهُوَ مُنْصَدِعٌ، كَشَمْلِ اَصْحَابِ كِسْرَى غَيْرَ مُلْتَئِمِ
وَالنَّارُ خَامِدَةُ الْاَنْفَاسِ مِنْ اَسَفٍ، عَلَيْهِ وَالنَّهْرُ سَاجِى الْعَيْنِ مِنْ سَدَمِ
وَسَاءَ سَاوَةَ اَنْ غَضَتْ مُحَيْرَتُهَا، وَرُدَّوَارِ دُهَا بِالْغَيْظِ حِيْنَ ظَمِى
كَاَنَّ بِالنَّارِ مَابِالْمَاءِ مِنْ يَلَلٍ
Halaman ٢٤٦ (246)
حُزْنًا وَبِالْمَاءِ مَابِالنَّارِ مِنْ ضَرَمِ
وَالْجِنُّ تَهْتِفُ وَالْاَنْوَارُ سَاطِعَةٌ، وَالْحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنًى وَمِنْ كَلِمِ
عَمُوْا وَصَمُّوا فَاِعْلَانُ الْبَشَائِرِ لَمْ، تُسْمَعْ وَبَارِقَةُ الْاِنْذَارِ لَمْ تُشَمِ
مِنْ بَعْدِ مَا اخْبَرَ الْاَقْوَامَ كَاهِنُهُمْ، بِاَنَّ دِيْنَهُمُ الْمُعْوَجَّ لَمْ يَقُمِ
وَبَعْدَ مَا عَايَنُوا فِى الْأُفْقِ مِنْ شُهُبٍ، مُنْقَضَّةٍ وَفْقَ مَا فِى الْاَرْضِ مِنْ صَنَمِ
حَتَّى غَدَا عَنْ طَرِيْقِ الْوَحْيِ مُنْهَزِمٌ، مِنَ الشَّيَاطِيْنِ يَقْفُوا اِثْرَمُنْهَزِمِ
Halaman ٢٤٦ (246)
كَاَنَّهُمْ هَرَبًا اَبْطَالُ اَبْرَهَةٍ، اَوْعَسْكَرٌ بِالْحَصَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِى
نَبْذًا بِهِ بَعْدَ تَسْبِيْحٍ بِبَطنِهِمَا، نَبْذَ الْمُسَبَّحِ مِنْ اَحْشَاءِ مُلْتَقِمِ
-
جَاءَتْ لِدَعْوَتِهِ الْاَشْجَارُ سَاجِدَةً، تَمْشِى إِلَيْهِ عَلَى سَاقٍ بِلَا قَدَمِ
كَأَنَّمَا سَطَّرَتْ سَطْرًا لِمَا كَتَبَتْ، فُرُوْعُهَا مِنْ بَدِيْعِ الْخَطِّ فِى اللَّقَمِ
مِثْلُ الْغَمَامَةِ اَنَّى سَارَسَائِرَةً، تَقِيْهِ حَرَّ وَطِيْسٍ اِلْهَجِيْرِ حَمِى
اَقْسَمْتُ بِالْقَمَرِ الْمُنْشَقِّ اِنَّ لَهُ
Halaman ٢٤٨ (248)
مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةً مَبْرُوْرَةَ الْقَسَمِ
وَمَا حَوَى الْغَارُ مِنْ خَيْرٍ وَمِنْ كَرَمٍ، وَكُلُّ طَرْفٍ مِنَ الْكُفَّارِ عَنْهُ عَمِى
فَالصِّدْقُ فِى الْغَارِ وَالصِّدِّيْقُ لَمْ يَرَمَا، وَهُمْ يَقُوْلُوْنَ مَا بِالْغَارِ مِنْ ارِمِ
ظَنُّوْا الْحَمَامَ وَظَنُّوا الْعَنْكَبُوْتَ عَلَى، حَيْرِ الْبَرِيَّةِ لَمْ تَنْسُجْ وَلَمْ تَحُمِ
وِقَايَةُ اللّٰهِ اَغْنَتْ عَنْ مُضَاعَفَةٍ، مِنَ الدُّرُوْعِ وَعَنْ عَالٍ مِنَ الْاُطُمِ
مَاسَامَنِى الدَّهْرُ ضَيْمًا وَاسْتَجَرْتُ بِهِ، اِلَّا وَنِلْتُ جِوَارًا مِنْهُ لَمْ يُضَمِ
Halaman ٢٤٩ (249)
وَلَا الْتَمَسْتُ غَنِى الدَّارَيْنِ مِنْ يَدِهِ، اِلَّا اسْتَلَمْتُ النَّدَى مِنْ خَيْرِ مُسْتَمِلِ
لَاتُنْكِرِ الْوَحْيَ منْ رُؤْيَاهُ اِنَّ لَهُ، قَلْبًا اِذَانَامَتِ الْعَيْنَانِ لَمْ يَنَمِ
وَذَاكَ حِيْنَ بُلُوغٍ مِنْ نُبُوَّتِهِ، فَلَيْسَ يُنْكَرُ فِيْهِ حَالُ مُحْتَلِمِ
تَبَارَكَ اللّٰهُ مَا وَحْيٌ بِمُكْتَسَبٍ، وَلَا نَبِيٌّ عَلَى غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ
كَمْ اَبْرَأَتْ وَصَبًا بِاللَّمْسِ رَاحَتُهُ، وَاَطْلَقَتْ اَرِبًا مِنْ رِبْقَةِ اللَّمَمِ
وَاَحْيَتِ السَّنَةَ الشَّهْبَاءَ دَعْوَتُهُ
Halaman ٢٥٠ (250)
حَتَّ حَكَتْ غُرَّةً فِى الْاَعْصُرِ الدُّهُمِ
بِعَارِضٍ جَادَ اَوْخِلْتَ الْبِطَاحَ بِهَا، سَيْبًا مِنَ الْيَمِّ اَوْسَيْلًا مِنَ الْعَرِمِ
دَعْنِى وَوَضِفَى اٰيَاتٍ لَهُ ظَهَرَتْ، ظُهُوْرَنَارِ الْقُرَى لَيْلًا عَلَى عَلَمِ
فَالدُّرُّ يَزْدَادُ حُسْنًا وَهُوَ مُنْتَظِمٌ، وَلَيْسَ يَنْقُصُ قَدْرًا غَيْرَ مُنْتَظِمِ
فَمَاتَطَاوَلُ اَٰمَالُ الْمَدِيْحِ اِلَى، مَافِيْهِ مِنْ كَرَمِ الْاَخْلَاقِ وَالشِّيْمِ
اَيَاتُ حَقٍّ مِنَ الرَّحْمٰنِ مُحْدَثَةٌ، قَدِيْمَةٌ صِفَةُ الْمَوْصُوْفِ بِالْقِدَمِ
Halaman ٢٥١ (251)
لَمْتَقْتَرِنْ بِزَمَانٍ وَهْيَ تُخْبِرُنَا، عَنِ الْمَعَادِ وَعَنْ عَادٍ وَعَنْ اِرَمِ
دَامَتْ لَدَيْنَا فَفَاقَتْ كُلَّ مُعْجِزَةٍ، مِنَ النَّبِيِّيْنَ اِذْ جَاءَتْ وَلَمْ تَدُمِ
جُحَكَّمَاتٌ فَمَا تُبقِيْنَ مِنْ شُبَهٍ، لِذِى شِقَاقٍ وَلَا تَبْغِيْنَ مِنْ حَكَمِ
مَاحُوْرِبَتْ قَطُّ اِلَّا عَادَ مِنْ حَرَبِ، اَعْدَى الْاَعَادِى اِلَيْهَا مُلْقَى السَّلَمِ
رَدَّتْ بَلَاغْتُهَا دَعْوَى مُعَارِضِهَا، رَدَّ الْغَيُوْرِيَدَ الْجَانِى عَنِ الْحَرَمِ
لَهَا مَعَانٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ فِى مَدَدٍ
Halaman ٢٥٢ (252)
وَفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِى الْحُسْنِ وَالْقِيَمِ
فَمَاتُعَدُّ وَلَا تُحْصَى عَجَائِبُهَا، وَلَا تُسَامُ عَلَى الْاِكْثَارِ بِالسَّأَمِ
قَرَّتْ بِهَا عَيْنُ قَارِيْهَا فَقُلْتُ لَهُ، لَقَدْ ظَفِرْتَ بِحَبْلِ اللّٰهِ فَاعْتَصِمِ
اِنْ تَتْلُهَا خِيْفَةً مِنْ حَرِّنَارِ لَظًى، اَطْفَأْتَ حَرَّ لَظَى مِنْ وِرْدِهَا الشَّبِمِ
كَاَنَّهَا الْحَوْضُ تَبْيَضُّ الْوُجُوْهُ بِهِ، مِنَ الْعُصَاةِ وَقَدْجَاؤُهُ كَالْحُمَمِ
وَكَالصِّرَاطِ وَكَالْمِيْزَانِ مَعْدِلَةً، فَالْقِسْطُ مِنْ غَيْرِ هَا فِى النَّاسِ لَمْ يَقُمِ
Halaman ٢٥٣ (253)
لَاتَعْجَبَنْ لِحَسُوْدٍ رَاحَ يُنْكِرُهَا، تَجَاهُلًا وَهُوَ عَيْنُ الْحَاذِقِ الْفَهِمِ
قَدْتُنْكِرُ الْعَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ، وَيُنْكِرُ الْفَمُ طَعْمَ الْمَاءِ مِنْ سَقَمِ
يَاخَيْرَ مَنْ يَمَّمَ الْعَافُوْنَ سَاحَتَهُ، سَعْيًا وَفَوْقَ مُتُوْنِ الْاَيْنُقِ الرُّسُمِ
وَمَنْ هُوَ الْاٰيَةُ الْكُبْرَى لِمُعْتَبِرِ، وَمَنْ هُوَ النِّعْمَةُ الْعُظْمَى لِمُغْتَنِمِ
سَرَيْتَ مِنْ حَرَمٍ لَيْلًا اِلَى حَرَمِ، كَمَا سَرَى الْبَدْرُ فِى دَاجٍ مِنَ الظُّلَمِ
وَبِتَّ تَرْقَى اِلَى اَنْ نِلْتَ مَنْزِلَةً
Halaman ٢٥٤ (254)
مِنْ قَابَ قَوْسَيْنِ لَمْ تُدْرَكْ وَلَمْ تُرِمَ
وَقَدَّمَتْكَ جَمِيْعُ الْاَنْبِيَاءِ بِهَا، وَالرُّسْلِ تَقْدِيْمَ مَخْدُوْمٍ عَلَى خَدَمِ
وَاَنْتَ تَخْتَرِقُ السَّبْعَ الطِّبَاقَ بِهِمْ، فِى مَوْكَبٍ كُنْتَ فِيْهِ صَاحِبَ الْعَلَمِ
حَتَّى اِذَا لَمْ تَدَعْ شَأْوً الِمُسْتَبِقٍ، مِنَ الدُّنُوِّ وَلَا مَرْقًى لِمُستَنِمٍ
خَفَضْتَ كُلَّ مَقَامٍ بِالْاِضَافَةِ اِذْ، نُوْدِيْتَ بِالرَّفْعِ مِثْلَ الْمُفْرَدِ الْعَلَمِ
كَيْمَا تَفُوْزَ بِوَصْلٍ اَيِّ مُسْتَتِرٍ، عَنِ الْعُيُوْنِ وَسِرٍّ اَيِّ مُكْتَتَمِ
Halaman ٢٥٥ (255)
فَحُزْتَ كُلَّ فَخَارٍ غَيْرَ مُشْتَرَكٍ، وَجُزْتَ كُلَّ مَقَامٍ غَيْرَ مُزَدَحَمِ
وَجَلَّ مِقْدَارُ مَا وُلِّيْتَ مِنْ رُتَبٍ، وَعَزَّ اِذْ رَاكُ مَااُوْلِيْتَ مِنْ نِعَمِ
بُشْرَى لَنَا مَعْشَرَ الْاِسْلَامِ اِنَّ لَنَا، مِنَ الْعِنَايَةِ رُكْنًا غَيْرَمُنْهَدِمِ
لَمَّادَ عَى اللّٰهُ دَاعِيْنَا لِطَاعَتِهِ، بِاَكْرَمِ الرُّسْلِ كُنَّا اَكْرَمَ الْاُمَمِ
رَاعَتْ قُلُوْبَ الْعِدَى اَبْنَاءُ بِعْثَتِهِ، كَنَبْأَةٍ اَجْفَلَتْ غُفْلًا مِنَ الْغَنَمِ
مَازَالَ يَلْقَاهُمُ فِى كُلِّ مُعْتَرَكٍ
Halaman ٢٥٦ (256)
حَتَّى حَكَوْا بِالْقَنَالَحْمًا عَلَى وَضَمِ
وَدُّوْ الْفِرَارَ فَكَادُوا يَغْبِطُوْنَ بِهِ، اَشْلَاءَ شَالَتْ مَعَ الْعِقْبَانِ وَالزَّحَمِ
تَمْضِى اللَّيَالِى وَلَا يَدْرُوْنَ عِدً تَهَا، مَالَمْ تَكُنْ مِنْلَيَالِى الْاَشْهُرِ الْحُرُمِ
كَاَنَّمبَا الدِّيْنُ ضَيْفٌ حَلَّ سَا حَتَهُمْ، بِكُلِّ قَرْمٍ اِلَى لَحْمِ الْعِدَى قَرِمِ
يَجُرُّ بَحْرَ خَمِيْسٍ فَوْقَ سَابِحَةٍ، تَرْمِى مِبَوْجٍ مِنَ الْاَبْطَالِ مُلْتَطِمٍ
مِنْ كُلِّ مُنْتَدِبٍ لِلّٰهِ مُحْتَسِبٍ، يَسْطُوْ بِمُسْتَأْ صِلٍ لِلْكُفْرِ مُصْطَلِمِ
Halaman ٢٥٧ (257)
حَتَّى غَدَتْ مِلَّةُ الْاِسْلَامِ وَهْيَ بِهِمْ، مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِهَا مَوْصُوْلَةَ الرَّحِمِ
مَكْفُوْلَةً اَبَدًا مِنْهُمْ بِخَيْرِ اَبٍ، وَخَيْرِ بَعْلٍ فَلَمْ تَيْتَمْ وَلَمْ تَئِمِ
هُمُ الْجِبَالُ فَسَلْعَنْهُمْ مُصَادِمُهُمْ، مَاذَارَأَى مِنْهُمُ فِى كُلِّ مُصْطَدِم
وَسَلْحُنَيْنً وَسَلْبَدْرًا وَسَلْ اُحُدًا، فُصُوْلُ حَتْفٍ لَهُمْ اَدْهَى مِنَ الْوَخَمِ
اَلْمُصْدِرِى الْبِيْضِ حُمْرًا بَعْدَ مَا وِرَدَتْ، مِنَ الْعِدَى كُلَّ مُسْوَدِّ مِنَ الَّلِمَمِ
وَالْكَاتِبِيْنَ بِسُمْرِ الْخَطِّ مَا تَرَكَتْ
Halaman ٢٥٨ (258)
اَقْلَا مُهُمْ حَرْفَ جِسْمٍ غَيْرَ مُنْعَجِمٍ
شَاكِى السَّلَاح لَهُمْ سِيْمَا تُمَيِّزُهُمْ، وَالْوَرْدُ يَمْتَازُ بِالسِّيْمَا مِنَ السَّلَمِ
تُهْدِى اِلَيْكَ رَيَاحُ النَّصْرِ نَشْرَهُمُ، فَتَحْسِبُ الزَّهْرَ فِى الْاَكْمَامِ كُلَّ كَمِى
كَأَنَّهُمْ فِى ظُهُوْرِ الْخَيْلِ نَبْتُ رُبًا، مِنْ شِدَّةِ الْحَزْمِ لَا مِنْ شِدَّةِ الْحُزُمِ
طَارَتْ قُلُوْبُ الْعِدَى مِنْ بَأْسِهِمْ فَرَقًا، فَمَا تَفَرَّقِ بَيْنَ الْبَهِمْ وَالْبُهَمِ
وَمَنْ تَكُنْ بِرَسُوْلِ اللّٰهِ نُصْرَتُهُ، اِنْ تَلْقَهُ الْاُسْدُ فِى اَجَامِهَا تَجُمِ
Halaman ٢٥٩ (259)
وَلَنْ تَرَى مِنْ وَلِيٍّ غَيْرِ مُنْتَصِرٍ، بِهِ وَلَا مِنْ عَدُوٍّ غَيْرِ مُنْقَصِمٍ
اَحَلَّ اُمَّتَهُ فِى حِرْزِ مِلَّتِهِ، كَا للَّيْثِ حَلَّ مَعَ الْاَشْبَالِ فِى اَجَمٍ
كَمْ جَدَّلَتْ كَلِمَاتُ اللّٰهِ مِنْ جَدَلٍ، فِيْهِ وَكَمْ خَصَّمَ الْبُرْهَانُ مِنْ خَصِمٍ
كَفَاكَ بِالْعِلْمِ فِى الْاُمِّيِّ مُعْجِزَةً، فِى الْجَاهِلِيَّةِ وَالتَّأْدِيْبِ فِى الْيُتِمُ
خَدَمْتُهُ بِمَدِيْحٍ اَسْتَقِيْلُ بِهِ، ذُنُوْبَ عُمْرٍ مَضَ فِى الشِّعْرِ وَالْخِدَمِ
اِذْقَلَّدَانِيَ مَاتُخْشَى عَوَاقِبُهُ
Halaman ٢٦٠ (260)
كَأَنَّنِى بِهِمَا هَدْيٌ مِنَ النَّعَمِ
اَطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا فِى الْحَالَتَيْنِ وَمَا، حَصَلْتُ اِلَّا عَلَى الْاٰثَامِ وَالنَّدَمِ
فَيَاخَسَارَةَ نَفْسٍ فِى تِجَارَتِهَا، لَمْ تَشْتَرِ الدِّيْنَ بِالدُّنْيَا وَلَمْ تَسُمِ
وَمَنْ يَبِعْ اٰجِلًا مِنْهُ بِعَاجِلِهِ، يَبِنْ لَهُ الْغَبْنُ فِى بَيْعٍ وَفِى سَلَمٍ
اِنْ اٰتِ ذَنْبًا فَمَا عَهْدِى بِمُنْتَقِضٍ، مِنَ النَّبِيِّ وَلَا حَبْلِى بِمُنْصَدِمِ
فَاِنَّ لِى ذِمَّةً مِنْهُ بِتَسْمِيَتِى، مُحَمَّدًا وَهُوَ اَوْفَى الْخَلْقِ بِالذِّمَمِ
Halaman ٢٦١ (261)
اِنْ لَمْ تَكُنْ فِى مَعَادِى اٰخِذًا بِيَدِى، فَضْلًا وَاِلَّا فَقُلْ يَازَلَّةَ الْقَدَمِ
حَاشَاهُ اَنْ يُحْرِمَ الرَّاجِى مَكَارِمَهُ، اَوْيَرْجِعَ الْجَارُ مِنْهُ غَيْرَ مُحْتَرَمِ
وَمُنْذُ اَلْزَمْتُ اَفْكَارِى مَدِائِحَهُ، وَجَدْتُهُ لِخَلَاصِى خَيْرَ مُلْتَزِمِ
وَلَنْ يَفُوْتَ الْغِنَى مِنْهُ يَدًا تَرِبَتْ، اِنَّ الْحَيَا يُنْبِتُ الْاَزْهَارَ فِى الْاَكَمِ
وَلَمْ اُرِدْ زَهْرَةَ الدُّنْيَا الَّتِى اقْتَطَفَتْ، يَدَا زُهَيْرٍ بِمَا اَثْنَى عَلَى هَرِمِ
يَااَكْرَمَ الْخَلْقِ مَالِى مَنْ الوُذُبِهِ
Halaman ٢٦٢ (262)
سِوَاكَ عِنْدَ حُلُوْلِ الْحَادِثِ الْعَمِمِ
وَلَنْ يَضِيْقَ رَسُوْلَ اللّٰهِ جَاهُكَ فِى، اِذَا الْكَرِيْمُ تَحَلَّى بِاسْمِ مُنْتَقِمِ
فَأِنَّ مِنْ جُوْدِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا، وَمِنْ عُلُوْمِكَ عِلْمَ الَّلوْحِوَالْقَلَمِ
يَانَفْسُ لَا تَقْنَطِى مِنْ زَلَةٍ عَظُمَتْ، اِنَّ الْكَبَائِرَ فِى الْغُفْرَانِ كَاللَّمَمِ
لَعَلَّ رَحْمَةَ رَبِّى حِيْنَ يَقْسِمُهَا، تَأْتِى عَلَى حَسَبِ الْعِصْيَانِ فِى الْقِسَمِ
يَارَبِّ وَاجْعَلْ رَجَائِ غَيْرَ مُنْعَكِسٍ، لَدَيْكَ وَاجْعَلْ حِسَابِى غَيْرَ مُنْخَرِمِ
Halaman ٢٦٣ (263)
وَالْطُفْ بِعَبْدِكَ فِى الدَّارَيْنِ اِنَّ لَهُ، صَبْرًا مَتَى تَدْعُهُ الْاَهْوٍ الُ يَنْهَزِمِ
وَاذَنْ لِسُحْبِ صَلٰوَةٍ مِنْكَ دَائِمَةً، عَلَى النَّبِيِّ بِمُنْهَلٍّ وَمُنْسَجِمٍ
وَالْاٰلِ وَالصَّحْبِ ثُمَّ التَّابِعِيْنَ لَهُمْ، اَهْلُ التُّقَى وَالنُقَى وَالْحِلْمِ وَالْكَرَمِ
مَارَنَّحَتْ عَذَبَاتِ الْبَانِ رِيْحُ صَبًا، وَاَطْرَبَ الْعِيْسَ حَادِى الْعِيْسِ بِالنَّغَمِ
قدختمت قصيدة البردة

Related Posts:

2 Responses to "Qosidah Burdah"

  1. Qasidah burdahnya mohonlah dilanjutkan penulisan nya saudaraku, terima kasih

    BalasHapus
    Balasan
    1. alhamdulillah sedang dikerjakan, terimkasih

      Hapus